-إحميده کانت لبوه بشجاعتها، كانت تعادل بحماسها مئات الرجال.كانت ربة منزل و كانت تحظى بمعاملة الناس لها وكأنها رجل.في مراسيم الفاتحة كانت تربط وشاحاً في عصا طويلة و ترفعه مثل العلم و تجمع نساء القرية و تذهب امامهن للتعزية و تنوح بإهزوجة: نتشارك بلهم و نشيله.
وعند النوائب كانت تشجع الرجال بزغاريدها و تزيدهم قوتاً و حماساً.
تنهدت الجدة وقالت:
- قديما الرجال كانوا رجال بمعنى الكلمة كانت رؤوسهم مليئة بالحماس و الشجاعة والتصميم. يهزون العدو هزاً بوقوفهم صفا واحداً.كانوا يزرعون الخوف في قلب العدو.كل واحد منهم مثل الجبل و الخوف لا يستطيع أن يهز حتى شعرة واحدة من شواربهم.كانوا يصدحون بنشيدهم و يذهبون إلى المهمات:
- وطني ألغالي وطني حبيبي.
تابعت الجدة:
- ولكن الآن معظمهم أصم لا يسمعون صوت شعبهم و إخوتهم.الفيضانات أخذت الناس، أغرقت الحيوانات و ماتت المزارع.
ذرفت الجدة بعض الدموع عندما وصلت إلى هنا و كأني شعرت بالغيرة نهضت و حملت مسحاتي و توجهت إلى النهر و في الطريق رأيت رجالًا آخرين يذهبون نحو النهر ايضا حتى يحمون السواتر. سماع زغاريد و هوسات امرأة التي اكتشفت لاحقاً أنها حفيدة إحميده لفتت نظري، كانت تقول بأهزوجة حماسیة:
- بچینه ألشط ما بچانه
وقفت لفترة من الوقت و أنا اشاهد ما تفعل. ربطت المرأة وشاحاً بعصا طويلة وحملته مثل العلم تبعتها عدد من النساء والفتيات. ذرفت الدموع على الفور.تضاعفت قوتي.إقتربت منهن و صرت أمامهن و أندفعت لمساعدة ألناس و أنا أقول باهزوجتهن:
- بچینه ألشط ما بچانه
النهاية
تعليقات
إرسال تعليق