التخطي إلى المحتوى الرئيسي

غيرة إحميدة/ بقلم م.توفيق بني جميل الأهوازي

-إحميده کانت لبوه بشجاعتها، كانت تعادل بحماسها مئات الرجال.كانت ربة منزل و كانت تحظى بمعاملة الناس لها وكأنها رجل.في مراسيم الفاتحة كانت تربط وشاحاً في عصا طويلة و ترفعه مثل العلم و تجمع نساء القرية و تذهب امامهن للتعزية و تنوح بإهزوجة: نتشارك بلهم و نشيله.

 وعند النوائب كانت تشجع الرجال بزغاريدها و تزيدهم قوتاً و حماساً. 

تنهدت الجدة وقالت:

- قديما الرجال كانوا رجال بمعنى الكلمة كانت رؤوسهم مليئة بالحماس و الشجاعة والتصميم. يهزون العدو هزاً بوقوفهم صفا واحداً.كانوا يزرعون الخوف في قلب العدو.كل واحد منهم مثل الجبل و الخوف لا يستطيع أن يهز حتى شعرة واحدة من شواربهم.كانوا يصدحون بنشيدهم و يذهبون إلى المهمات: 

- وطني ألغالي وطني حبيبي.

 تابعت الجدة:

- ولكن الآن معظمهم أصم لا يسمعون صوت شعبهم و إخوتهم.الفيضانات أخذت الناس، أغرقت الحيوانات و ماتت المزارع. 

ذرفت الجدة بعض الدموع عندما وصلت إلى هنا و كأني شعرت بالغيرة نهضت و حملت مسحاتي و توجهت إلى النهر و في الطريق رأيت رجالًا آخرين يذهبون نحو النهر ايضا حتى يحمون السواتر. سماع زغاريد و هوسات امرأة التي اكتشفت لاحقاً أنها حفيدة إحميده لفتت نظري، كانت تقول بأهزوجة حماسیة:

 - بچینه ألشط ما بچانه

 وقفت لفترة من الوقت و أنا اشاهد  ما تفعل. ربطت المرأة وشاحاً بعصا طويلة وحملته مثل العلم تبعتها عدد من النساء والفتيات. ذرفت الدموع على الفور.تضاعفت قوتي.إقتربت منهن و صرت أمامهن و أندفعت لمساعدة ألناس و أنا أقول باهزوجتهن:

 - بچینه ألشط ما بچانه

 النهاية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وطَني ياأُهزوجَةَ حُبٍ/بقلم الشاعر أحمد صالح

 وطَني ياأُهزوجَةَ حُبٍ جِئتُكَ من لَيلِ الآلامِ جئتُكَ مُشتاقَاً وحَنينيْ يَهمِسُ بِصَهيلِ الأَيامِ يا وطَني السَاكِنَ في وجديْ في قَلبي وروحي وأحلاميْ جِئتُكَ مع فَجري بإصْراريْ بِصَهيلي ونَزقي وإعصاريْ جِئتُكَ ورجالُُ كَسَرواالريحَ تَحَدوا جُموعَ الأَشّرارِ يا وطَنَ الزَنبَقِ والزَيتونِ يا عِطرَاًفاحَ منَ الليمونِ وزَهرِ اللوزِ العَابٌِقِ فَوقَ رُبانا رايَتَنا خَفَقَتْ بِسَمانا ورفاقُ الدَربِ أبَابيلٌ أسرابُ رُعودَا هادرةً في المَسّرى وفي كُلِ قُرأنا صَهَلَتْ خَيلي مُتَمَرِدَةً في القُدسِ وباحَةِ أقْصانا وجِبالُ النارِ نُفَجِرُها ثَورةُ أحجارِوبُركانا في غَزةَ أرضِ الثوارِ بالرَملَةِ صُهيوني حَذاريْ يا وَطَني الثائِرَ في وَجديْ يا صَرخَةَ كُلِ الأَحرارِ يا صوتَ الدُرةِ والقَسامِ وصَوت صلاحِ الهَدارِ وطَني يا طَهرَ الأَرضِ وعَبَقُ الطيب لأَخياريْ قسَماً سَأُواجِهُ أَقْداريْ بِيَدَيَ وعَزمي وإصراريْ وأُحَرِرُ أرضي بِشُموخٍ رُغمَ المُحتَلِ الغَدارِ أرفَعُ رايَتَنا في حَيفا في النَقَبِ وفي كُلِ دياريْ وطَني السّاكنَ في وجدانيْ  وطَني المغروسُ بِشَريانيْ وطَني يا أَرضَ الأَبطالِ وطَني يا

بالحب أسرت القلبوب/ بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

حين نحرم معاملاتنا من العواطف، فكأننا نعري الأشجار من جمالها، حين تفقد الأشجار رونقها بتنحي الأوراق الخضراء، تفقد الشجرة لونها الزاهي ، بل يفقد المرء  الانجذاب للشجرة كونها فقدت قيمتها الجمالية ، و قياس حديثنا لا يختلف ، فالحياة بلا مشاعر فاقدة لمعناها ، فتبلد العلاقات  و جمودها مرده أن المعاملات أفرغت من شحنتها الإيجابية التي تمثلها العواطف و القيم الجمالية .ذذ تنحرف العواطف عن مدلولها الحقيقي ، حين تنحصر في زوايا ضيقة ، لا تتجاوز حدود الجمادات ، فتكون نصيبها الأكبر الافتتان بالمظاهر و الزخارف المادية ، وعاطفة الحب ليس مكانها هذا ، فهذه العواطف الفطرية ، هي إشراقة طيبة تنعش الحياة ، حين تتضاءل هذه العواطف في حياة الإنسان ، و تتهاوى كل الصور الإيجابية لتحل مكانها صور منحرفة ، تكون سببا في شقاء الإنسان ، يقول  أبو الحسن الندوي: في إشارة لهذه المعاني في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم  (أحبّ النبيُّ القومَ بكل قلبه، فأعطوه بكل قواهم)  و هي حقيقة مقررة أن تبنى العلاقات الإنسانية على أساس الحب الصادق . تروي كتب السنة الشريفة شواهد رائعة ،  كيف كانت حياة رسولنا صلى الله و سلم ملأى بهذه الع

موسم الحزن السومري/ بقلم الكاتبة الجزائرية إيمان حماني

* في رأسي بيوت طينية حزينة عمرها ألف قصيدة سومرية فقدتُ أغنياتي الريفية وأنا أعْبر مدن الثعالب الصحراوية ماتت فيّ الحدائق ووشوشات الياسمين أنام على وهم وأصحو على وهم وأنجو على ضجعة وعزاءات المدن الفقيرة ربما سأرتدي ثياب الحِداد وأتسلق فوق كهف الزُهد ذاك مكاني الخالد ثمة نبي قديم سيبكي فوق رفاتي أما الطيور ستحرس المقبرة وتطارد كوابيس العابرين ربما سيزورني الأصحاب الأصحاب الذين خذلوني الآن هائمون في البرية يكتبون معلقات حزينة في الإذاعة كم كانت أكمامي قصيرة وأنا معهم كم كنت منسية خلف حجرة صماء ويمامة ضائعة بين الكثبان