التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الفشل الوقور...!!/ بقلم الأديب اليمني نجيب صالح طه.


كم هو غريب أن تعتقد بحقيقةٍ، ثم تؤمن بخلافها!

وكم هو معيب إلغاء الذات لنفسها، وترحيل مسؤولياتها على الآخر، أيا كان ذلك الآخر...!

اعتياد سيء، أن تؤمن بحكمة،ورشد، غيرك إيمانا مطلقا، فترى كل شيء بعينه، وتنطق بلسانه،وتفكر بعقله، وتعيش بشروطه، كإمعةٍ، مسلوب الرأي، مغتصب الإرداة، ودون أدني توطين للذات البشرية،التي عليها مناط، التكليف ،في كل شيء أكان تعبديا،أو قيميا،أو أخلاقيا،أوإنسانيا.!

ذاتك وحدها ،من ستحاسب يوم الدين، عن كل شيء فعلته، وقلته، فكل إنسان مكلف بنفسه، بصير عليها، ولن تجدي معاذيره، حال أي فشل ،أوسوء يحدث،وبخاصة حال اتخاذ القرارات والمواقف المترتب عليها مصير أمة.

تغييب كينونتك وتسكينها الذات الأخرى، قتل لنفسك وطموحك ،وصناعة صنمية بشرية، قدتحتلك، ولن تقبل بك إطلاقا، عندماتبدأ البحث عن ذاتك، ستنكرك ، وتجحد كل فضل لك، ولن تسلم من ألسنتها التي ستلاحقك ،إن أنت خرجت من بيت الطاعة..!

إلغاء ذاتك، سبب من أسباب بقاء، فقاعات سواد التأويل التي، تقتات من دمائنا،وتقلص خارطة وجودنا..!

وستبقى عناكب العصر، تنسج حبالها،فتصطاد بكذبها،وتدليسها ناصية الوعي،مستخدمة مخدراتها،القصصية المروية بأساطير التسويف،والأقعاد المفضية للموت!!

وستبقى بهائم الآيام، تواري زفير، وشهيق الوجع المكشوف بجلابيبها السوداء لتلتهم اليقظة،رغم رماد أجسادنا وخرير دمائنا..


وما ذك إلا لأنك آمنت أن كل ماصدر عنها يجب :

أن يُلقى من لدن حكيم عليم.!!!

تحرر.

وليكن لك فرادة حضورٍ، ورأي وموقف، مستفتيا قلبك، وضميرك في كل شيء ف (.. كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه.. ).

امتلك شرف المبادرة والفعل والرأي والموقف، فتمجيدك للفشل الوقور،قد يأتي  على ما تبقى منك ومنا.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وطَني ياأُهزوجَةَ حُبٍ/بقلم الشاعر أحمد صالح

 وطَني ياأُهزوجَةَ حُبٍ جِئتُكَ من لَيلِ الآلامِ جئتُكَ مُشتاقَاً وحَنينيْ يَهمِسُ بِصَهيلِ الأَيامِ يا وطَني السَاكِنَ في وجديْ في قَلبي وروحي وأحلاميْ جِئتُكَ مع فَجري بإصْراريْ بِصَهيلي ونَزقي وإعصاريْ جِئتُكَ ورجالُُ كَسَرواالريحَ تَحَدوا جُموعَ الأَشّرارِ يا وطَنَ الزَنبَقِ والزَيتونِ يا عِطرَاًفاحَ منَ الليمونِ وزَهرِ اللوزِ العَابٌِقِ فَوقَ رُبانا رايَتَنا خَفَقَتْ بِسَمانا ورفاقُ الدَربِ أبَابيلٌ أسرابُ رُعودَا هادرةً في المَسّرى وفي كُلِ قُرأنا صَهَلَتْ خَيلي مُتَمَرِدَةً في القُدسِ وباحَةِ أقْصانا وجِبالُ النارِ نُفَجِرُها ثَورةُ أحجارِوبُركانا في غَزةَ أرضِ الثوارِ بالرَملَةِ صُهيوني حَذاريْ يا وَطَني الثائِرَ في وَجديْ يا صَرخَةَ كُلِ الأَحرارِ يا صوتَ الدُرةِ والقَسامِ وصَوت صلاحِ الهَدارِ وطَني يا طَهرَ الأَرضِ وعَبَقُ الطيب لأَخياريْ قسَماً سَأُواجِهُ أَقْداريْ بِيَدَيَ وعَزمي وإصراريْ وأُحَرِرُ أرضي بِشُموخٍ رُغمَ المُحتَلِ الغَدارِ أرفَعُ رايَتَنا في حَيفا في النَقَبِ وفي كُلِ دياريْ وطَني السّاكنَ في وجدانيْ  وطَني المغروسُ بِشَريانيْ وطَني يا أَرضَ الأَبطالِ وطَني يا

بالحب أسرت القلبوب/ بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

حين نحرم معاملاتنا من العواطف، فكأننا نعري الأشجار من جمالها، حين تفقد الأشجار رونقها بتنحي الأوراق الخضراء، تفقد الشجرة لونها الزاهي ، بل يفقد المرء  الانجذاب للشجرة كونها فقدت قيمتها الجمالية ، و قياس حديثنا لا يختلف ، فالحياة بلا مشاعر فاقدة لمعناها ، فتبلد العلاقات  و جمودها مرده أن المعاملات أفرغت من شحنتها الإيجابية التي تمثلها العواطف و القيم الجمالية .ذذ تنحرف العواطف عن مدلولها الحقيقي ، حين تنحصر في زوايا ضيقة ، لا تتجاوز حدود الجمادات ، فتكون نصيبها الأكبر الافتتان بالمظاهر و الزخارف المادية ، وعاطفة الحب ليس مكانها هذا ، فهذه العواطف الفطرية ، هي إشراقة طيبة تنعش الحياة ، حين تتضاءل هذه العواطف في حياة الإنسان ، و تتهاوى كل الصور الإيجابية لتحل مكانها صور منحرفة ، تكون سببا في شقاء الإنسان ، يقول  أبو الحسن الندوي: في إشارة لهذه المعاني في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم  (أحبّ النبيُّ القومَ بكل قلبه، فأعطوه بكل قواهم)  و هي حقيقة مقررة أن تبنى العلاقات الإنسانية على أساس الحب الصادق . تروي كتب السنة الشريفة شواهد رائعة ،  كيف كانت حياة رسولنا صلى الله و سلم ملأى بهذه الع

موسم الحزن السومري/ بقلم الكاتبة الجزائرية إيمان حماني

* في رأسي بيوت طينية حزينة عمرها ألف قصيدة سومرية فقدتُ أغنياتي الريفية وأنا أعْبر مدن الثعالب الصحراوية ماتت فيّ الحدائق ووشوشات الياسمين أنام على وهم وأصحو على وهم وأنجو على ضجعة وعزاءات المدن الفقيرة ربما سأرتدي ثياب الحِداد وأتسلق فوق كهف الزُهد ذاك مكاني الخالد ثمة نبي قديم سيبكي فوق رفاتي أما الطيور ستحرس المقبرة وتطارد كوابيس العابرين ربما سيزورني الأصحاب الأصحاب الذين خذلوني الآن هائمون في البرية يكتبون معلقات حزينة في الإذاعة كم كانت أكمامي قصيرة وأنا معهم كم كنت منسية خلف حجرة صماء ويمامة ضائعة بين الكثبان