التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جدران الذاكرة/ بقلم الأديب اليمني نجيب صالح طه.


لأول مرةٍ اكتب..! 

ولأولِ مرةٍ، أبحث عن مقدمةٍ، لخاطرتي هذه، فأجد جدران ذاكرتي، وكأنها زجاجية غلست بالعجز! 

أتحامل على، حالات عصف ذهنية متقطعة، وأتشبث ببعض ما أمكن، من المفردات، وأركبها بارتعاشٍ شديدٍ، كعبارات -في تقديري- أنها لن تفي بالغرض المنشود.!

لاتعجبوا !

فمجرد رؤيتك لطفلٍ،  يحمل حجرا بيدٍ، وكفنه باليد الأخرى، بينما تشم أمه رائحةدم والده، من أفواه، بنادق أعدائه، في زمن الهزيمة، والإنكسار، أمر مربك، احتل جدران الذاكرة، وأزاح كل أدوات الإبداع، وحفر نفسه بقوة وتفردٍ موجعٍ،

يخالطه شعور بالفخر،جعلته حدثا مشرفا،تتقزم أمامه كل المفردات، وتشعر بالخجل...! 

ولأني -كما قلت لكم- تحاملت على ما سبق، كتبت هذه الأسطر المنحرفة، عن طفل الحجارة المستقيم الصراط،والذي بإعجازه سطر ملحمة أسطورية، وبصرخةٍ شجاعةٍ مازالت، تدوي في زمن الهزيمةوالخَرس، تكشف عجزنا كقادة لا كشعوب....

ثم ابتعلت لساني، وتملكني شعور بالإجلال والإكبار،والتعظيم ،لمنظر عجوز فلسطينية،وهي تنحني كي تلتقط حجرا، وكلما انحنت بعزة وكبرياء، طأطأ الذل، والخضوع رؤوس رجال الفعل وصناع القرار، لعدوهم، واندفعوا بعواطف التطبيع! 

ما بين الإنحنائين مسافة ذات حرة، وذوات أخرى تحتضر في زوايا الإنكسار، والضعف،

فترفع أكف مبتهلة لربها، طالبة تدخل العناية الإلاهية، في الإنتصار لطفل الحجارة، وقضيته العادلة، التي يتبناها دعاة السلام ،والذين هم أنفسهم دعاة الحرب.!

جدران ذاكرتي، مازالت مكتظة بمثل تلك الصور، فاعذروني إن لم أبدع!

فذاكرتي،تتبلد بكثافة، حين أحاول تسور جدرانها،لقراءة ماخلفها من تاريخ أمة، مشرف سابقه النسيان.!


رحماك يا ألله.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالحب أسرت القلبوب/ بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

حين نحرم معاملاتنا من العواطف، فكأننا نعري الأشجار من جمالها، حين تفقد الأشجار رونقها بتنحي الأوراق الخضراء، تفقد الشجرة لونها الزاهي ، بل يفقد المرء  الانجذاب للشجرة كونها فقدت قيمتها الجمالية ، و قياس حديثنا لا يختلف ، فالحياة بلا مشاعر فاقدة لمعناها ، فتبلد العلاقات  و جمودها مرده أن المعاملات أفرغت من شحنتها الإيجابية التي تمثلها العواطف و القيم الجمالية .ذذ تنحرف العواطف عن مدلولها الحقيقي ، حين تنحصر في زوايا ضيقة ، لا تتجاوز حدود الجمادات ، فتكون نصيبها الأكبر الافتتان بالمظاهر و الزخارف المادية ، وعاطفة الحب ليس مكانها هذا ، فهذه العواطف الفطرية ، هي إشراقة طيبة تنعش الحياة ، حين تتضاءل هذه العواطف في حياة الإنسان ، و تتهاوى كل الصور الإيجابية لتحل مكانها صور منحرفة ، تكون سببا في شقاء الإنسان ، يقول  أبو الحسن الندوي: في إشارة لهذه المعاني في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم  (أحبّ النبيُّ القومَ بكل قلبه، فأعطوه بكل قواهم)  و هي حقيقة مقررة أن تبنى العلاقات الإنسانية على أساس الحب الصادق . تروي كتب السنة الشريفة شواهد رائعة ،  كيف كانت حياة رسولنا صلى الله و سلم ملأى بهذه الع

نتائج الدورة الأولى من مسابقة قصيدة النثر 2022

 بسم الله الرحمن الرحيم  ----------------- عدد أعضاء لجنة التحكيم 7 أ. المصطفى الصغوسي/ المغرب أ. أكثم جهاد/ الأردن أ. إبراهيم مالك/ موريتانيا  أ. آمال القاسم/ الأردن أ. ثريا الشمام/ سوريا د. جميلة رحماني/ المغرب أ. طارق غنوم/ سوريا  مجموع النقاط: 70 درجة -------------------------------------------------- الفائزون في المسابقة  المركز الأول: متسابق واحد  مروة آدم حسن 43.5 المركز الثاني : متسابق واحد إيمان حماني 42.5 المركز الثالث: متسابق واحد ثناء أحمد 41.5 المركز الرابع: متسابقان سامية طيوان 41 ميسون يوسف نزال 41 المركز الخامس: متسابق واحد علي قوادري 40 --------------------------------------------------- النصوص المميزة 6 مهاب حسين 38.5 7  أبو القاسم العمري 38 7 طالب غلوم طالب 38 8 شهرزاد مديلة 37.5 9 زهراء ناجي 37 10 عبد الحسين رشيد العبيدي 36 ---------------------------------------------------- 11 تمام الحياري 34.5 12 سالم سلوم 34 13 محمد الإمامي 33.5 13 رتيبة لطرش 33.5 24 فاطمة المخلف 33 15 أحمد الحسن 32.5 16 محمد عبد الغني عمارة 31 16 عيشه صالح محمد 31 17 محمد شداد 30.5 17 أميرة صار

مسافر/ بقلم الأديبة التونسية نزيهة حيوني

  لم اعد اكترث للمزهرية بدون ورد ولا لقهوة المساء ...تقاطرت  قصائد بلا عناوين على مكتبي ...صوت العاصفة وهدير الامواج طبول تقرع مسامعي وكل الابواب بعنف، تنتزعني من حافة  الصمت وغيابك ..كنّا نرقص والمطر، نتسلق الامواج العاتية، نرتمي في احضانها وهي تتكسر على شواطئنا الشاسعة ..ها انا اقف الآن غاضبة منك ومن قدر لم يكن حليفي ..بلا وطن .. يخاصرني ظلي .. يدثرني قميص ببقايا عطرك ..لا اعرف ماذا افعل ولا اتعود على غيابك .. رذاذ الامواج المتسارعة في عراك نحوي وما بين جفوني ممطر..  طعم الملح علقما...اعاتب الحزن ام اعاتبك ..هنالك لا احيى ولا اموت .. لقد رويت لك كل أحاديث طفولتي ..وما تلاها لم يكن الا في انتظارك ومعك ..كيف احتمل ما تبقى بدونك..الم تقل اني ملاكك الطاهر ؟ واننا لن نفترق ! ..كيف اصبر وغيابك خنجر بخاصرتي ..  كل هذا الألم لا يليق بي في حضرة غيابك السرمدي ..