التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اخرج عليهم وقل لهم من أنت/ بقلم الأديب السوري أيمن حسين السعيد



انصِتْ قَليلاً إليَّ أيُها السُوري

وتَعالَ أُخبِركَ

فإنهم غالباً ما يسألونَني عَنكْ

وَعن ثورتِكَ ومن أي صَلصَالٍ تكون!؟

فأواهٍ كيفَ لَم يتعرَّفوا عَليك

وعلى مَلامح أيوبَ فِيك

وشَجاعةَ خَالد

وعِشقَ نِزارْ

وعذاباتِك طَافت العَالم أَجمَعْ

والقَاراتِ السِتْ

كيفََ أيها المُمتشِّقُ رُوحهُ على كَتِفه؟؟

كيفَ أيها الرحالُ السِندباد

على سَفينة النُزوح وَيُرفرفُ عَلى سَاريتِهَا

عَلم الحُرية.... يَا قَهريَّ المُزمن

كيفَ لم يَروا الزيتونَ الذي جَعلته بيتَك!!؟

وجِبالَ الصبر الناميةِ ارتفاعاً على ضُلوعك

كيفَ لم يقرأوا سَكاكين الذَبحِ المَذهبية !؟

باسم ثَاراتِ الفُرسِ وأحقادِهم التراثية الصفَوية

كيفَ لم يَرووا المَجازر الكِيماوية

وهي تُميتُ آلافَ آلاف الأطفال

وكأنَّهُم من ذُبابٍ وبَعوض

كيفَ لم يقرأوا خِيانات إِخوانكَ المُسلمين!؟

وتآمُر الجَميع عَليك

وانهيَالِ السِياطِ العَربية والعَالمية

على جِلدك أيها السُّوري

وكيفَ أيها السوري يا أخي في العقيدة

يا ابن أصحاب رسول الله

كيفَ لم يهب إخوانُُ في الدِّينِ لَنا

بَلْ وفِي العالم أجمَع

لنجدتنا ولم يتعرَّفوا ولو غوثاً علينا

أَهوَ الكُفر أهوَ الضَلال!!؟

غُربةُ المُسلم عن ربهِ ودينهِ ورسولهِ

أم غُربةُ النِفاق تُحتِمُ عَليهم المَصير الفاجِع

أم أنّه تركونا للتغييب بلا أكفان

وليفعل بنَا ما يفعلهُ

 البُهرزيون والرُوس والفُرس

من بشاعةِ المَجازر والإِجرَام

***

صِرتُ أخشى أيها الشَّامِيُ

أن أنادي واأخَاه في الإسلام

فلا يعودُ إلا الصَدَّى

أو أبحثُ عنكَ فلا أجِدُكْ

فتكونُ ميتاً وأشلاؤكَ مُشتتة

أو غَريقاً في البِحار

أو مَطعوناً وجُثتك مَرميةً 

على أحدِ ضِفاف الأنهار

من قِبلِ من ادعوا أنهم الأنصَار

صرتُ أخافُ أيها الشَّامي

مِنْ خَرسِ صَوتي

فاخرُج عليهم وقُل لهُم من أنت!!

الحُر ابن الحُر وسليل بيت الحُريةِ والأحرَّار

وابنَ أهلِ النَصر والإنتصارْ


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وطَني ياأُهزوجَةَ حُبٍ/بقلم الشاعر أحمد صالح

 وطَني ياأُهزوجَةَ حُبٍ جِئتُكَ من لَيلِ الآلامِ جئتُكَ مُشتاقَاً وحَنينيْ يَهمِسُ بِصَهيلِ الأَيامِ يا وطَني السَاكِنَ في وجديْ في قَلبي وروحي وأحلاميْ جِئتُكَ مع فَجري بإصْراريْ بِصَهيلي ونَزقي وإعصاريْ جِئتُكَ ورجالُُ كَسَرواالريحَ تَحَدوا جُموعَ الأَشّرارِ يا وطَنَ الزَنبَقِ والزَيتونِ يا عِطرَاًفاحَ منَ الليمونِ وزَهرِ اللوزِ العَابٌِقِ فَوقَ رُبانا رايَتَنا خَفَقَتْ بِسَمانا ورفاقُ الدَربِ أبَابيلٌ أسرابُ رُعودَا هادرةً في المَسّرى وفي كُلِ قُرأنا صَهَلَتْ خَيلي مُتَمَرِدَةً في القُدسِ وباحَةِ أقْصانا وجِبالُ النارِ نُفَجِرُها ثَورةُ أحجارِوبُركانا في غَزةَ أرضِ الثوارِ بالرَملَةِ صُهيوني حَذاريْ يا وَطَني الثائِرَ في وَجديْ يا صَرخَةَ كُلِ الأَحرارِ يا صوتَ الدُرةِ والقَسامِ وصَوت صلاحِ الهَدارِ وطَني يا طَهرَ الأَرضِ وعَبَقُ الطيب لأَخياريْ قسَماً سَأُواجِهُ أَقْداريْ بِيَدَيَ وعَزمي وإصراريْ وأُحَرِرُ أرضي بِشُموخٍ رُغمَ المُحتَلِ الغَدارِ أرفَعُ رايَتَنا في حَيفا في النَقَبِ وفي كُلِ دياريْ وطَني السّاكنَ في وجدانيْ  وطَني المغروسُ بِشَريانيْ وطَني يا أَرضَ الأَبطالِ وطَني يا

بالحب أسرت القلبوب/ بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

حين نحرم معاملاتنا من العواطف، فكأننا نعري الأشجار من جمالها، حين تفقد الأشجار رونقها بتنحي الأوراق الخضراء، تفقد الشجرة لونها الزاهي ، بل يفقد المرء  الانجذاب للشجرة كونها فقدت قيمتها الجمالية ، و قياس حديثنا لا يختلف ، فالحياة بلا مشاعر فاقدة لمعناها ، فتبلد العلاقات  و جمودها مرده أن المعاملات أفرغت من شحنتها الإيجابية التي تمثلها العواطف و القيم الجمالية .ذذ تنحرف العواطف عن مدلولها الحقيقي ، حين تنحصر في زوايا ضيقة ، لا تتجاوز حدود الجمادات ، فتكون نصيبها الأكبر الافتتان بالمظاهر و الزخارف المادية ، وعاطفة الحب ليس مكانها هذا ، فهذه العواطف الفطرية ، هي إشراقة طيبة تنعش الحياة ، حين تتضاءل هذه العواطف في حياة الإنسان ، و تتهاوى كل الصور الإيجابية لتحل مكانها صور منحرفة ، تكون سببا في شقاء الإنسان ، يقول  أبو الحسن الندوي: في إشارة لهذه المعاني في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم  (أحبّ النبيُّ القومَ بكل قلبه، فأعطوه بكل قواهم)  و هي حقيقة مقررة أن تبنى العلاقات الإنسانية على أساس الحب الصادق . تروي كتب السنة الشريفة شواهد رائعة ،  كيف كانت حياة رسولنا صلى الله و سلم ملأى بهذه الع

موسم الحزن السومري/ بقلم الكاتبة الجزائرية إيمان حماني

* في رأسي بيوت طينية حزينة عمرها ألف قصيدة سومرية فقدتُ أغنياتي الريفية وأنا أعْبر مدن الثعالب الصحراوية ماتت فيّ الحدائق ووشوشات الياسمين أنام على وهم وأصحو على وهم وأنجو على ضجعة وعزاءات المدن الفقيرة ربما سأرتدي ثياب الحِداد وأتسلق فوق كهف الزُهد ذاك مكاني الخالد ثمة نبي قديم سيبكي فوق رفاتي أما الطيور ستحرس المقبرة وتطارد كوابيس العابرين ربما سيزورني الأصحاب الأصحاب الذين خذلوني الآن هائمون في البرية يكتبون معلقات حزينة في الإذاعة كم كانت أكمامي قصيرة وأنا معهم كم كنت منسية خلف حجرة صماء ويمامة ضائعة بين الكثبان