التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصص قصيرة جدا/ بقلم القاص حسين بن قرين درمشاكي/ ليبيا


خطيئة

راقبها بإشتهاء..نظرت إليه بجوع.. تواعدا ، ثم ثملا من كأس الرذيلة. ذرفت خاصرتها دماء ، وكلما تذكرته؛  يلكزها مرفق الملاك الذي سكن احشائها..


أنين 


ثنى وجعه، خبأه بجب امانيه، رحل ممتطياً غول عذابه، مقتفياً خيبة آماله. في الطريق رأى أناس تجر رؤوسها بأقدامها، تلعق قفى الشيطان بألسنتها التي تسيل منها الدماء. وقف فاغراً فاه، خلسة دس يده بين ضلوعه جهة اليسار، انتزع قلبه، ركله بمشط قدمه، لحق به، أخذ يهيل عليه التراب، دفنه، دنا من لحده، اقترب منه كثيراً، احتضنه بحسراته، نفخ الغبار الذي كان يحجب تاريخ وفاته على شاهدة قبره بتنهيدة عميقة، صرخ ويلاه يا وجعي كيف نسيت عمري.


فجور


اكتوى بلظى الشوق.. سنت  سكين الرغبة.. وحين التقيا ولد حبهما لقيطا..


الخيانة


لبسوا ثوب الرذيلة.كالوحوش ، شرعوا يفضون بكارة الحق.يلعقون دماء العذارى..نبذتهم الأخلاق..عرتهم الفضيلة، وعنهم حجبت مرآتها..توجع التراب..خلع عباءة إنتمائهم له..أسقطهم التاريخ في وحل النسيان..

سرت 2012م


الغارة


تصاعدت أعمدة الدخان من أحياء المدينة..حجبت القنابل المضيئة بريق النجوم..روعت أصوات الإنفجارات سكون الليل..دفن المخنثون رؤوسهم بوسائد الخوف..قبلت النساء جبين السماء..

سرت شتاء 2011م


وعد


سألها متى نلتقي ؟!

ردت: حين تهدأ غرفة قلبك ويكف ضجيج ممراته..


حسين بن قرين درمشاكي

كاتب وقاص ليببي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وطَني ياأُهزوجَةَ حُبٍ/بقلم الشاعر أحمد صالح

 وطَني ياأُهزوجَةَ حُبٍ جِئتُكَ من لَيلِ الآلامِ جئتُكَ مُشتاقَاً وحَنينيْ يَهمِسُ بِصَهيلِ الأَيامِ يا وطَني السَاكِنَ في وجديْ في قَلبي وروحي وأحلاميْ جِئتُكَ مع فَجري بإصْراريْ بِصَهيلي ونَزقي وإعصاريْ جِئتُكَ ورجالُُ كَسَرواالريحَ تَحَدوا جُموعَ الأَشّرارِ يا وطَنَ الزَنبَقِ والزَيتونِ يا عِطرَاًفاحَ منَ الليمونِ وزَهرِ اللوزِ العَابٌِقِ فَوقَ رُبانا رايَتَنا خَفَقَتْ بِسَمانا ورفاقُ الدَربِ أبَابيلٌ أسرابُ رُعودَا هادرةً في المَسّرى وفي كُلِ قُرأنا صَهَلَتْ خَيلي مُتَمَرِدَةً في القُدسِ وباحَةِ أقْصانا وجِبالُ النارِ نُفَجِرُها ثَورةُ أحجارِوبُركانا في غَزةَ أرضِ الثوارِ بالرَملَةِ صُهيوني حَذاريْ يا وَطَني الثائِرَ في وَجديْ يا صَرخَةَ كُلِ الأَحرارِ يا صوتَ الدُرةِ والقَسامِ وصَوت صلاحِ الهَدارِ وطَني يا طَهرَ الأَرضِ وعَبَقُ الطيب لأَخياريْ قسَماً سَأُواجِهُ أَقْداريْ بِيَدَيَ وعَزمي وإصراريْ وأُحَرِرُ أرضي بِشُموخٍ رُغمَ المُحتَلِ الغَدارِ أرفَعُ رايَتَنا في حَيفا في النَقَبِ وفي كُلِ دياريْ وطَني السّاكنَ في وجدانيْ  وطَني المغروسُ بِشَريانيْ وطَني يا أَرضَ الأَبطالِ وطَني يا

بالحب أسرت القلبوب/ بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

حين نحرم معاملاتنا من العواطف، فكأننا نعري الأشجار من جمالها، حين تفقد الأشجار رونقها بتنحي الأوراق الخضراء، تفقد الشجرة لونها الزاهي ، بل يفقد المرء  الانجذاب للشجرة كونها فقدت قيمتها الجمالية ، و قياس حديثنا لا يختلف ، فالحياة بلا مشاعر فاقدة لمعناها ، فتبلد العلاقات  و جمودها مرده أن المعاملات أفرغت من شحنتها الإيجابية التي تمثلها العواطف و القيم الجمالية .ذذ تنحرف العواطف عن مدلولها الحقيقي ، حين تنحصر في زوايا ضيقة ، لا تتجاوز حدود الجمادات ، فتكون نصيبها الأكبر الافتتان بالمظاهر و الزخارف المادية ، وعاطفة الحب ليس مكانها هذا ، فهذه العواطف الفطرية ، هي إشراقة طيبة تنعش الحياة ، حين تتضاءل هذه العواطف في حياة الإنسان ، و تتهاوى كل الصور الإيجابية لتحل مكانها صور منحرفة ، تكون سببا في شقاء الإنسان ، يقول  أبو الحسن الندوي: في إشارة لهذه المعاني في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم  (أحبّ النبيُّ القومَ بكل قلبه، فأعطوه بكل قواهم)  و هي حقيقة مقررة أن تبنى العلاقات الإنسانية على أساس الحب الصادق . تروي كتب السنة الشريفة شواهد رائعة ،  كيف كانت حياة رسولنا صلى الله و سلم ملأى بهذه الع

موسم الحزن السومري/ بقلم الكاتبة الجزائرية إيمان حماني

* في رأسي بيوت طينية حزينة عمرها ألف قصيدة سومرية فقدتُ أغنياتي الريفية وأنا أعْبر مدن الثعالب الصحراوية ماتت فيّ الحدائق ووشوشات الياسمين أنام على وهم وأصحو على وهم وأنجو على ضجعة وعزاءات المدن الفقيرة ربما سأرتدي ثياب الحِداد وأتسلق فوق كهف الزُهد ذاك مكاني الخالد ثمة نبي قديم سيبكي فوق رفاتي أما الطيور ستحرس المقبرة وتطارد كوابيس العابرين ربما سيزورني الأصحاب الأصحاب الذين خذلوني الآن هائمون في البرية يكتبون معلقات حزينة في الإذاعة كم كانت أكمامي قصيرة وأنا معهم كم كنت منسية خلف حجرة صماء ويمامة ضائعة بين الكثبان